البخل في أسوء صوره.
تربينا علي أن البخل هو أسوء العادات,ولكننا رأيناه في كل صوره حين كبرنا,هو في نهاية الأمر مرض ومرض خبيث,واليوم أنا لست هنا لأكتب عن البخل في الإنفاق,بل جئت كي أكتب عن
تابعني لتعرف.
تربيت من صغري علي أن أكون كريماً,هذا شئ لا يحق لي أن أنسب فضله لنفسي,بل لأبي وأمي بشكل كامل,ولذلك كنت دائما أستعجب من البخلاء وكيف يعيشون حياتهم ويحرمون أنفسهم ومن حولهم من خيرٍ رزقهم الله به,وليس كل الرزق مال,فإذا تحدثنا عن المال لن يكون الأمر سهلاً أن تحدد إذا ما كان هذا الشخص بخيلاً أم لا,فربما هو يمر بظروف مادية تجعله مجبر علي عدم الإنفاق إلا في أضيق الحدود,وفي نهاية الأمر هذا لا يعنيني في شئ فكلٌ حرٌ في ماله وأنا لست منتظراً من أي شخص أي شئ ولكن هناك نوع أسوء من البخل سنتحدث عنه اليوم.
أسوء أنواع البخل في نظري هو البخل في المعرفة,لا تستعجب,فبالتأكيد رأيت ما أتحدث عنه كثيراً
إما طالب مجتهد لا يفيد زملاؤه عندما يسألونه,أو دكتور بالجامعه يبخل عليك بمعرفته أو يشعر أنك هم ثقيل إذا أوقفته عن الشرح وسألته,وأيضاً في العمل عندما تكون مستجداً وتطلب النصيحة من أحد القدماء هناك فتجده يبخل عليك بالمعلومة أو يجيب علي قدر السؤال.
ماذا يجعل هؤلاء الناس يتصرفون بهذه الطريقة؟
تتعدد الأسباب ولكن بما أنني أتحدث من وجهة نظري الشخصية فدعني أقول أن أول الأسباب هي عدم الثقة بالنفس وهذا في مثال الطالب وزميل العمل:أري أنهم يشعرون أنك إذا علمت ما قد علموه ستتفوق عليهم أو علي الأقل ستتساوي معهم وهم يخشون هذا الشئ,فهم يريدون أن يبقوا هم المتميزين فقط.
وفي هذه النقطة أود الرد بجملة "خادم القوم سيدهم" هذه العبارة صحيحة 100% بالرغم أنها لم ترد عن الرسول صلي الله عليه وسلم كما يظن بعض الناس,ولكن خادم القوم هو فعلاً سيدهم لأنهم لا يستطيعون الإستغناء عنه,عندما تنشر الخبرة والمعرفة مع بقية الناس سيتكاثر ويتراكم عليك العلم,وبقدر ما ستفيدهم ستستفيد,وأنا لست أقول لك هذا علي سبيل أنِ كاتب وأنشر الحكمة والموعظة ولكن هذا شئ جربته بنفسي,وإن أكثر الأشياء التي لم أنساها إلي اليوم كانت بسبب أنِ قمت بشرحها لأحد أخر.
أحد الأسباب الأخري وهذا ينطبق علي الثلاثة:هو عدم التمكن من العلم أو من المهارة,بعضهم يظهر وكأنه يعلم كل شئ ولكنه لا يعلم أي شئ ويخاف أن يسأله أحد فينكشف جهله للجميع فيكتفي بالإجابات القصيرة غير المفيدة.
وبعضهم لا يمتلك المعرفة الصريحة وكل ما يملكه هو المعرفة الضمنية (أي كمثلاً النجار لم يحضر محاضرات للنجارة ولكنه عبر السنين تراكمت عليه الخبرة وجلس يراقب ما يفعله الذين هم أكثر منه خبرة حتي تعلم واحترف هذه المهارة,فهو الان محترف في أعمال النجارة ولكن يصعب عليه شرح الأشياء التي تعلمها)
هناك أسباب كثيرة تجعل هؤلاء البخلاء يفكرون بهذه الطريقة,ولكن لم نأتي اليوم كي نحصي هذه الأسباب.
جئت اليوم كي أقول لك لا تفعل مثلهم,شارك بكل ما تعرفه واجعل المعرفة تعم,فربما هذا الشخص الذي تعلمه اليوم يصبح معلماً لمعلمين يعلمون أحفاد أحفادنا,ويكتب الله لك أجراً فيهم,ابتغي مرضاة الله في هذا العمل وشارك بضمير كل ما تعرفه,حاول أن تفيد من حولك قدر المستطاع,سيبقي هذا الأثر دائما سواء رأيته بعينيك أم لا.
لا تكتم علماً أبداً ولكن أيضاً تأكد مما تقول حتي لا تضر غيرك بمعلومة خاطئة,فكما ينتشر العلم الصحيح قد ينتشر الخاطئ,فيمكن لكلمة واحدة أن تضلل أجيال,لا تبخل بالوقت ولا بالجهد عن من أتاك طلباً للعلم,وحتي إن لم يأتيك اعرض دائماً خدماتك وقل:"هل تحتاج إلي مساعدة في ذلك؟ يمكنني أن أفيدك."
لا أريد أن أطيل عليكم اخوتي ولكن لا تنسوا ما تحدثنا عنه,وألقاكم في المقال القادم بإذن الله.
وأسأل الله التوفيق لكم ولي في الدنيا والاخرة.
إذا أعجبك هذا المقال أتمني أن تشترك في قناتي علي اليوتيوب وسأتحدث عن أشياء ستهمك وبإذن الله ستكون ممتعة بالنسبة لك وفي انتظار رأيك في التعليقات
قناة اليوتيوب
مقدم من موقع خطر علي بالي
Comments