امضي قُدماً فأنت لا تعلم ما ينتظرك
ليوم سأحكي قصة قصيرة حقيقية من أرشيف الذكريات وأود أن أحث بها علي مبدأ المبادرة والسعي والاجتهاد والرغبة في التعلم.
× بدأت العمل عندما كان عمري اثني عشر علي الحاسوب وبدأت أولاً بعمل قناة تسمي
(Android Community) أي مجتمع الأندرويد,كنت أتكلم عن تطبيقات وبرامج تمكنك من عمل أشياء غير عادية علي الهاتف كاختراق الألعاب والتطبيقات وأيضا تطبيقات تضيف مزايا جديدة للهاتف.
مررت بعدها علي أشياء كثيرة وكلها كانت علي الإنترنت,حتي وصل عمري إلي الخامس عشر وفي صيف الصف الثالث الإعدادي رغبت في العمل لدي أحد أقاربي في ورشة ألمنيوم,كنت بفضل الله ومازلت بنعمته علي مستوي لا يجعلني أحتاج إلي العمل بتاتاً,ولكنِ كنت أود إشغال وقتي وتفكيري حينها فبادرت وبالفعل عملت معهم لشهر كامل وكان شهر رمضان الكريم.
×كنت صغير السن وبالنسبة لهم أنا قد أعتبر من المدللين والمرفهين,ولكنِ وبفضل من الله تابعت عملي بدون تقصير وكنت أتعلم كل يوم,إلا أن راودني إحساس وكلمني صوتي الداخلي وقال لي: "أنت بالفعل قادرٌ علي العمل هنا,ولكن ربما تنتظرك فرصة أفضل تستخدم فيها ما تعلمته.
×وهنا تابعت القول بالفعل وفي التو أخرجت هاتفي ووضعت إعلان علي أحد مواقع البيع والشراء والوظائف وقلت أنني (عندي 15 عاما - أجيد الإنجليزية تماماً - جيد في التعامل مع وتصليح العيوب المتعلقة بأنظمة التشغيل لكلا الحاسوب والهاتف-محل سكني )
أرسل لي أحدهم رسالة وقال لي: "عندي موقع هل يمكنك التسويق له؟"
قلت والله أنا لا أعرف ولكن يمكنني التعلم بسرعة وبإحتراف,وبالفعل تعلمت مبادئ التسويق وبعض الاستراتيجيات وتوكلت علي الله,وكان مفهومي للموقع هو الصفحة الإلكترونية أو الموقع الإلكتروني,حتي ذهبت لأقابل هذا الشخص وأخرج لي بعض الأوراق.
×أخرج لي من حقيبته بعض الأوراق التي تحدد مساحات الموقع,وصور للشقق وخدمات الموقع والرسومات الهندسية الخاصة به,وهنا تداركت الموقف أنه كان يقصد بموقع عمارات تحت الإنشاء,وقررت أن أ قول حسناً علي ما أعرف ولا أجادل فيما لا أعرف,ولم أشعره بأنني مندهش وكأن هذا ما قد جئت إليه.
×لا أنسي هذه الصورة في خيالي وأنا أمسك بالأوراق التي لا أفهم منها أي شئ وأفكر ماذا سأفعل,حتي وصلت إلي المنزل وقلت أنني لا أعرف شئ عن العقارات ولكنني أعرف كيف أتعلم,بحثت عن كل سؤال وكل شئ لا أفهمه وقرأت الكثير ليلاً ونهاراً حتي أصبح عندي الكثير من العلم والمعرفة بهذا المجال.
×سبحان الله رغم أني لم أكن أبداً أفكر ولا أتخيل وجودي في مثل هذا المجال إلا أنني الآن وبعد أربع سنين مازلت أعمل به وعملت مع عشرات الشركات العقارية حول المدينة وعملت وحدي لفترات طويلة والآن أعمل بشركة هي إحدي أكبر الشركات الموجودة بمصر ولها مشاريع خارج مصر.
×هذه هي نتيجة السعي وطلب العلم,لا تقل لا أعرف كيف ولكن بدلها بقول أستطيع تعلم هذا الشئ واحترافه حتي أتقن عمله.
×وقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم عن السعي في سورة النجم : * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى *
فالله لا يخفي عليه سعيك واجتهادك فلا تبخل علي نفسك واجتهد واعلم أن الله يعلم ما بداخلك من ألمٍ في سعيك وسوف يعوضك خيراً بإذن الله عن جهدك.
أرجو أن يكون هذا المقال قد نال إعجابكم وأسأل الله لكم ولي التوفيق في الدنيا والآخرة.
إذا أعجبك هذا المقال أتمني أن تشترك في قناتي علي اليوتيوب وسأتحدث عن أشياء ستهمك وبإذن الله ستكون ممتعة بالنسبة لك وفي انتظار رأيك في التعليقات
قناة اليوتيوب
مقدم من موقع خطر علي بالي
Comments