من منتحر إلي متحدث تحفيزي

 

من منتحر إلي متحدث تحفيزي

رابط الجزء الأول للمقال
أعلم أنِ قد تأخرت كثيراً في كتابة هذا المقال ولكن أحداث الفترة الأخيرة كانت سريعة وكثيرة ولذلك أعتذر.

أقلعت عن كل مضادات الإكتئاب حتي بدون الرجوع إلي الطبيب وهذا كفعل خطئ ولكنِ كنت عزمت الأمر ولم أرد الإنتظار حتي إلي أن يسمح لي الطبيب بذلك,لم أرد أن يكون قرص الدواء هذا يتحكم بحالتي المزاجية,لم أستطع أن أكون أسيراً لهذا الدواء وقررت أن التعافي هو قرار وليس مجرد دواء.

أدركت الكثير عن الدنيا من هذه الفترة,فصديقي الذي فقدته حتماً سألقاه لأنِ لن أمكث هنا للأبد,ولأن هذه الدنيا أقصر مما نتخيل كلنا فهي عبارة عن دقائق وساعات وأيام وأنا حتي لست أضمن أن أعيش لهذه الأيام.

صديقي ينتظر مني الدعاء ولكنه لا ينتظر مني أبداً الحزن ولا البكاءووهناك دائما ما هو أهم من الحزن بالنسبة له ولي,كمثلاً البقاء بالقرب من عائلته الذي جعلها لي الله عائلة ثانية ساعدتني كثيراً علي التعافي فقط بالبقاء قريباً منهم وهم لا يتخيرون عنه فكلهم أجمل البشر وأطيبهم بالنسبة لي.

أدركت أيضاً أن قليلةٌ هي الحقائق في هذه الدنيا,ولكن الموت حقٌ ووعدٌ مكتوب علينا جميعاً فحتماً سيأتي اليوم الذي سنقابل فيه وجه الكريم,وفكرت أيضاً إذا كان حسابه عند أمه,هل كانت لترحمه أو لتعذبه؟ هو الان عند من هو أرحم عليه من أمه وأبيه,فقد خلق الله الرحمة وكان أول من تحلي بها.

هناك جملة تقول لا أحد يمكنه الشعور بك إلا غثنان واحد مر بنفس ما مررت به واخر يحبك كثيراً,أنا في بعض الأحيان الثاني ولكنِ دائما الأول,شخص مر بنفس ما مررت به,وأعتبر نفسي أنِ قد مررت علي كل أنواع الألم أو علي الأقل معظمها,لذلك قررت أن وجودي في هذه الدنيا لا يمكن أن يصبح بلا معني مجدداً أو يكون كله يدور حول المال والأعمال,هذا ليس ما أريد فعله ولكن أريد أن أكون في استقبال كل من طلب المساعدة,أريد مساعدة المكتئبين علي التعافي وأريد أن يكون لي دور تحفيزي في حياة من حولي وهذا بالفعل ما فعلته.

كنت لا أقول لا لأي ممن يطلبون المساعدة كشخص عنده مشكلة ما أو يريد التحدث ولا يلقي من يسمع له,جلست الساعات والساعات أستمع للناس وأحاول أن أحل مشاكلهم واساعدهم علي ما يمرون به,والان أنا أخطط لعمل هذا علي مستوي أكبر عن طريق أنِ قد بدات قناة يوتيوب خاصة بي وأتعلم علم النفس الإيجابي (Positive psychology) وأنوي أن أكون متحدث تحفيزي (Motivational speaker) وأتمني من الله أن يساعدني علي تحسين حياة الناس حتي لو بنسبة ضئيلة جداَ فهذا يعني لي الكثير.

هذه هي رحلتي بإختصار من الإكتئاب الحاد الذي دفعني للانتحار إلي أن أكون أنا الشخص الذي يهتم بالصحة النفسية لمن حوله,يريهم الجانب المشرق في الحياة,ويقنعهم بأن مازال في هذه الدنيا خير.

وهنا أختم بمقولة للشاعر العظيم الرحل محمود درويش الذي قال:
"علي هذه الأرض ما يستحق الحياة"

وأسأل الله التوفيق لكم ولي في الدنيا والاخرة.

إذا أعجبك هذا المقال أتمني أن تشترك في قناتي علي اليوتيوب وسأتحدث عن أشياء ستهمك وبإذن الله ستكون ممتعة بالنسبة لك وفي انتظار رأيك في التعليقات


Ads go here

Comments

Contact Form

Send