الأمثال الشعبية بتأثر جداً في وعي كل إنسان,وكل واحد فينا بيتبني بضعة أمثلة كده وبيبقوا في قاموسه اللغوي يستخدمهم وقت ما يحتاجهم,ومنهم جملة بتقول "نافق تجد ألف مرافق"

بالنسبة لي كواحد سمعت المثال ده,وحسيت إن دي حقيقة,هيكون مطلوب مني إني أنافق عشان يبقي عندي الألف مرافق,بس هل دي أصلاً الحقيقة؟ (بعيداً عن إنها حتي لو كانت حقيقة ده مش داعي إنك تخسر نفسك في وحل النفاق المقرف واللي هيخليك إنت نفسك تقرف من نفسك)

مشكلتنا إننا بنتعامل مع حاجات كتير علي إنها حقائق,مع إن إحنا اللي بنصنع الحقيقة بنفسنا,تخيل لو غيرنا المثال ده بجمل تانية زي "ساعد تجد ألف مساعد",واتعاملنا معاه علي إنه حقيقة,تساعد اللي حواليك المحتاج مادياً والمحتاج معنوياً واللي محتاج كلمة تصبره واللي محتاج كلمة تقويه واللي محتاجك تعلمه حاجه ميعرفهاش واللي محتاجك تفهمه حاجه بيجهلها واللي محتاجك تساعده في مشوار أو في حاجه مش قادر يعملها بنفسه,والدافع الأول والأخير لمساعدة الناس هو إرضاء رب الناس اللي وعدنا إنه هيكون في مساعدتنا طالما إحنا في بنساعد إخواتنا "وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ",يعني بمساعدة لإخواتك رب الناس كلهم هيساعدك وده وعد منه,وصورة من صور مساعدته هو إنه يرزقك الناس الصالحة اللي هتساعدك زي ما ساعدت غيرك,فأنت لما تساعد,هتجد مساعدة ربنا سبحانه وتعالي,وهيرزقك ألف مساعد :)

طب ما تسامح,تجد ألف مسامح,ما انت لما يبقي عندك القدرة إنك تعذر الناس وتسامحهم علي غلطاتهم لأنهم بشر,هما كمان هيسامحوك لما تغلط عشان انت كمان بشر,صح كده ولا ايه؟

انت بتتلقي اللي بتعطيه,كله بيبدأ من عندك إنت,ولو فكرت فيها هتلاقي إنك أصلاً مش محتاج ألف مرافق,إنت محتاج مرافق واحد سليم النية طيب الخلق,مش محتاج مرافق لأجل مصلحته الشخصية,والأمثال بتشكل وعينا زي ما قلت,عشان كده تبني الأمثال اللي نافعة ليك مش اللي بترجعك وراء في الحياة بحجة إن الدنيا غابة وإن كل الناس وحشة,لأن ده مش صحيح,إبدأ من عندك إنت وغير مفاهيم حياتك والنظرة اللي بتبص بيها للدنيا,تتغير حياتك كلها,للأحسن طبعاً :)

أسأل الله التوفيق لكم ولي في الدنيا والآخرة.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.