مرض وعلاجه
كنت أستمع لمقطع يتحدث فيه أحمد الشقيري عن الكِبر,وقد وصفه بالغباء الفكري,كان هذا عنوان الفيديو مما جعلني أضغط عليه وأشاهده,ورغم أنني أعلم أن الكِبر هو أسوء العادات ولكنِ عرفت المزيد عنه اليوم,فهل تريد أن تشاركني المعرفة؟
سعيدٌ أنك أكملت قراءة المقال,وهذا يدل علي حبك للمعرفة مما يجعلني أكثر سعاده.
لماذا وصف أحمد الشقيري الكِبر بأنه غباء فكري,رغم أن الكِبر قد يظهر كسلوك لا علاقة له بالعقل أو الفِكر؟
لأن المتكبر يبني خيريته علي غيره بناءاً علي معادلة فكرية خاطئة,فمثلاً أنا أتكبر علي من هو أقل مني مالاً بناءاً علي المعادلة الفكرية الخاطئة في عقلي التي تنص علي أن الغني أفضل من الفقير وهو شئ غير صحيح,أو أنِ أري أنِني أجمل منه وهذا يجعلني أفضل منه فأتكبر وهو أيضاً خطأ,أو أن قبيلة فلان أفضل من قبيلة علان فيتكبر عليهم.
وبالتالي هو غباء فكري لأن المعادلة التي بني عليها هذا الكبر هي أصلاً خاطئة.
حتي المسلم عندما يتكبر علي غير المسلم معتقداً أنه أفضل منه هذا خلل فكري,أنت لا تعرف الختام يمكن هذا المسلم يختم بأنه يسير مرتد ويكفر والعياذ بالله وممكن أيضاً للكافر ان يختم له بالاسلام والإيمان,ومعظمنا يذكر المقولة التي تقول:
رُبَّ معصية أورثت ذلاً و إنكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً و إستكباراً
- أحمد بن عطاء الله السكندري
وأيضاً الكبر هو أول ذنب ذكر في القرءان,فأول ذنب مذكور في القرءان هو ذنب إبليس عندما عصا الله ولم يسجد لأدم,ذكرني أخي الكريم ما كان سبب عدم سجوده لأدم؟
كان هو الكبر,وقد برر إبليس فعله عندما قال "خلقتني من نارٍ وخلقته من طين",فنظر نظرة دونية واعتبر أن النار أفضل من الطين وهي أيضا معادلة خاطئة,من قال أن النار أفضل من الطين فلكلٍ فوائده.
فهذا ما يفعله المتكبر هو يحضر مُكبراً مزيف ويقوم بتكبير حجمه عن حجمه الطبيعي.
ولذلك هذه الصفة هي لله فقط لا يشاركه فيها أي بشر,بخلاف باقي الصفات فمثلا قد يكون الإنسان غفور قد يكون رحيم ولكن صفة المتكبر هي فقط لله لأن الله سبحانه وتعالي أكبر من أي شئ وأكبر من أي تخيل نتخيله عنا.
وكلنا يعرف الحديث الذي يقول "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" لأنه يتصف بصفة هي فقط لله ولا يسمح لنا كبشر أن نتصف بها.
وهذا يوضح الفرق بين تعامل إبليس مع الذنب وأدم عليه السلام,فإبليس عندما أذنب عَند وتكبر وأدم عندما أذنب تاب واستغفر.
وذلك يعيدنا مرة أخري ‘لي المقولة التي تقول رُبَّ معصية أورثت ذلاً و إنكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً و إستكباراً,فبعض الناس لما يسوي خير يتكبر علي الناس ويشعر أنه أصبح ولي بخيره وهذه مصيبة,لذلك لو أذنب أحدهم وشعر أنه فعلاً ذل أمام الله وانكسر هذا أفضل من أنك تقوم الليل وتصحو في الصباح وقد ظننت أنك أفضل خلق الله وعباده وتتكبر عليهم.
وهذه أيضاً أحد الحكم في الذنوب أن الإنسان حين يذنب هذا يجعله يعرف وضعه وحجمه الطبيعي ولا يتكبر علي الناس.
فماذا هو علاج الكبر؟
علاجه أن كل إنسان يجب أن يتطلع علي المعادلة الخاطئة التي تجعله يتكبر ويزيل هذه المعادلة ويكون مقتنع مائة بالمائة أنها خاطئة كل الخطأ,فليس لشخصٍ فضل علي أخر وقد خلقنا الله كلنا سواء.
والعلاج الثاني هو تكرار كلمة الله أكبر,متي تشعر بأنك تكبرت أو تتكبر ولو بالقليل القليل,ردد الله أكبر.
والعلاج الثالث هو تذكر وضعك علي فراش الموت,لأن وقتها ستكتشف حقيقية ضعفك كإنسان.
أعجبني هذا الموضوع جداً وأردت أن أنشره لكم متابعيني الكرام فأسأل الله أن ينفعكم به وأسأل الله التوفيق لكم ولي في الدنيا والاخرة.
إذا أعجبك هذا المقال أتمني أن تشترك في قناتي علي اليوتيوب وسأتحدث عن أشياء ستهمك وبإذن الله ستكون ممتعة بالنسبة لك وفي انتظار رأيك في التعليقات
قناة اليوتيوب
Comments